Islamic Critical Thinking, Worldview & Ethics and Fiqh
Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.

إسهامات البروفيسور حامد ربيع في الفكر النقدي السياسي الإسلامي

Go down

إسهامات البروفيسور حامد ربيع في الفكر النقدي السياسي الإسلامي Empty إسهامات البروفيسور حامد ربيع في الفكر النقدي السياسي الإسلامي

Post  rafaelsuud_2 Thu Feb 03, 2011 12:39 am

ما سأطرحه هنا هو مختصر لما كتبته عن إسهام هذا العالم في التفكير النقدي الإسلامي


إنه العالم السياسي العربي المسلم حامد عبد الله ربيع ، الذي لم ينل فكره السياسي حظه الوافي من الدراسة وتسليط الأضواء الأكاديمية والإعلامية رغم الكم الكبير من الكتب والمقالات التي تركها ، وقراءتنا في إسلامية فكره السياسي ستظهر كيف أن همومه الفكرية والسياسية ليست ببعيدة عن الكثير مما هو مطروح اليوم
إنه لمن المثير أن الكثيرين وخاصة من أجيال المثقفين الصاعدة و الدارسين في عالمنا الإسلامي لا يعلمون عن حامد ربيع شيئا ، رغم أنه قدم فكرا سياسيا راقيا يرتفع إلى مستوى التجديد السياسي ، لو قارناه بالكتابات في مجال الفكر السياسي الإسلامي التي كانت على عهده وما بعد ذلك ، فقد كان عمره لا يتجاوز الأربعين عاما وقد حصل على سبع درجات دكتوراه في مختلف العلوم الإنسانية.
ولد الدكتور حامد عبد الله ربيع عبد الجليل1925م و توفي وفاة غامضة قال الكثيرون أنه تم قتله و اغتياله.
حامد ربيع يمثل نموذجا فريدا فهو ليس بالعالم الشرعي الخريج من معاهد شرعية وجامعات إسلامية ثم انبرى بعدها مدافعا عن حضارته الإسلامية معتزا بتراثه السياسي فبين ظهرانينا الكثير من هذا الصنف ، لكنه ذلك "العالم السياسي" الذي درس في جامعات غربية ومسيحية عريقة ليعود إلى وطنه مصر غير مبهور بالمدنية الغربية ولا من دعاة اللبيبرالية وما بعد الحداثة كما هو حال الحداثيين وأشباه الحداثيين بل عاد وفي قلبه تصميم على تربية جيل من دارسي علم السياسية في الجامعات العربية على الاقتباس من نور التراث الإسلامي بمنهجية واضحة و بلغة عصرية تجاوز فيها التصورات المؤطرة المقللة بل والمستحقرة أحيانا للممارسة السياسية في تاريخنا الإسلامي من قبل شريحة من المعجبين بكل فكرة مستوردة دون تمحيص أو تعمق في أخذ الصالح منها ودرء ما يمكن أن يفسد مجتمعاتنا ومستقبلها ، ترك لنا الدكتور حامد ربيع من المؤلفات ما يزيد عن مئة كتاب ، هذا غير مئات المقالات و الكثير من البحوث المنشورة ، التي اتصفت بالنظرة الشمولية و اتساع الأفق فنقد الفكر السياسي الغربي و غيره ، جاعلاً إحياء التراث
السياسي الإسلامي هدفاً من أهدافه ، بل تجاوزت مؤلفاته النقد لتنتقل لمرحلة التنظير للفكر السياسي الإسلامي و إعادة ضياغة الفكر السياسي بنظرة حادقة .

[size=18]إخضاع حامد ربيع الفكر السياسي الغربي و غيره للنقد والتحليل :

أولى الملاحظات التي تبدو لقارئ مؤلفات د.حامد ربيع أنه قد وعى جيدا تطور الدراسة العلمية لعلم السياسة منذ أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الذي عاشه ، يبدو واضحا من كتاباته متابعته لمسيرة هذا العلم في الفكر الغربي كما هو الحال في الفكر الإسلامي ، وهذا ما يجعله مختلفا عن الكثيرين ممن أدلوا بدلوهم في مجال الفكر الإسلامي خلال قرن مضى ، مؤلفاته تؤكد اطلاعه على بدايات الفكر السياسي الغربي التي كانت من نصيب الفلاسفة بالأساس فانصبت على مجموعة أفكار ومفاهيم مثل الدولة والحكم الصالح والعدالة والسيادة وواجبات الدولة كأدبيات معيارية واستنباطية ، لدرجة أن ربيع ينتقد بعض الأسماء البارزة في الفكر السياسي الغربي ويقدم تعريفات لمفاهيم معينة مغايرة لتعريفاتهم خاصة تلك التي ظهرت منذ عقد الخمسينيات حيث حدث قدر كبير من التنظير السياسي من قبل سياسيين أمريكيين وغربيين خلال فترة دراسة ربيع في أوروبا وبعدها ، و نقد لمنهجية أقطاب الفكر السياسي في مؤلفاتهم خاصة ما تتعلق بتاريخ الفكر السياسي و غيره .
كان حامد ربيع من الناقدين لواقع الفكر الإسلامي الذي عايشه في الربع الأخير من القرن العشرين لا سيما إشكالية "تجزئة الإسلام" من قبل الكثيرين وقبل ظهور صحوة دينية ذات أدبيات عميقة فكريا قائلا بأن العالم الإسلامي عانى من "تخلف فكري إسلامي بعدم جرأة الكثير من العلماء على مواجهة هذه المشاكل فهم إما متقوقع على على نفسه حول المفاهيم الدينية أو متفرنج لا يعرف شيئا عن الإسلام " ، النموذج الأول في نظره ينتمي إلى "جماعات دينية" حولت الإسلام إلى صلاة وزكاة متناسين بأنه أولا دين ينظم العلاقة بين الفرد وخالقه ، وثانيا هو نظام للتعامل المدني يبوب التعامل اليومي داخل المجتمع بكل معانيه ومن ذلك أسلوب السلوك السياسي و تنظيم رقابة الطبقة المحكومة على الحاكم وحدود طاعته ، وثالثا أن الإسلام أسلوب من أساليب ادارة الصراع الدولي ، وهنا يظهر الفارق بين الإسلام والمسيحية ، وهو فارق يخيف ويقلق العالم الغربي في نظره ، إذا ما طبق المسلمون إسلامهم في تعاملهم مع الشعوب غير المسلمة أي في تعاملهم الخارجي الذي يشهد صراعا أيدلوجيا فسيعد "وسيلة في تأكيد ذاتيهم السياسية في النطاق الدولي" ، ويتساءل حامد ربيع :"أليس التجهيل في هذه الناحية الثالثة وإلهاء العالم الإسلامي بالنواحي الدينية وسيلة لإبعاد الفكر عن الاهتمام بأبعاد أخرى لابد وأن تقلق العالم الخارجي؟ ، والحاكم يدفع العلماء إلى عدم الاهتمام بهذا البعد ، أليس هذا يتضمن مخالفة صريحة لطبيعة الدعوة الإسلامية ؟ فأي دعوة لا تقبل التمييز والتجزئة وهي منطق واحد متراص في بناء هرمي خلاصته نظام متناسق للقيم ، وإذا كان علماء التحليل السياسي يسلمون بهذا المبدأ بصدد أية أيدلوجية سياسية فكيف نتصور عكس ذلك عندما نتعامل مع العقيدة الدينية ؟".
ويبدو واضحا من خلال كلامه هذا وغيره أن ربيع يتناول في هذا الشأن "شمولية الإسلام" التي فهمها سلف الأمة الإسلامية ، ويؤكد عليها الخطاب الإسلامي المعاصر منذ بدايات القرن العشرين ، لكنه لم يستخدم لفظ " الشمولية " متحدثا عن "الدعوة الإسلامية المتكاملة" من منظار سياسي ، كما يؤكد هنا على ضرورة اهتمام العالم والمفكر والسياسي الإسلامي بفقه وسياسات التعامل الخارجي للأمة الإسلامية وهي ضرورة يرى أنها أكثر إلحاحا اليوم ونحن في حالة ضعف مقارنة بفترة إيناع الحضارة الإسلامية وقوتها .

[/size]

rafaelsuud_2

Posts : 5
Join date : 2011-02-02
Age : 36

Back to top Go down

Back to top

- Similar topics

 
Permissions in this forum:
You cannot reply to topics in this forum