التفكير الناقد - نماذج من السنة النبوية

كان الرسول-صلى الله عليه وسلم-يستشير أصحابه في الكثير من المسائل، فكل واحد منهم كان له اسلوبه في التفكير والاجتهاد، هل يمكننا اعتبار هذه المواقف كنماذج للتفكير الناقد في الإسلام؟

مثلا- ما حصل مع أسرى بدر، فقد كان لأبي بكر رأي ولعمر رأي مختلف... فكل منهم رأى إيجابيات وسلبيات وفكر واجتهد فخرج برأيه
والمواقف مثل هذا كثيرة
فهل يصح أن نعتبرها كنماذج للتفكير الناقد من السنة النبوية؟
أم هل نسميها اجتهادات وآراء؟

وإن كانت نماذج صحيحة للتفكير الناقد - فهل عندكم نماذج أخرى تضيفونها؟

أن التفكير في مخلوقات الله ودلائل قدرته في خلقه للوجود لدليل يقود المسلم إلى إدراك عظمته سبحانه، وتدعوه إلى التأمل والتدبر والتحليل، وهذه أمور تزيد من وعي المسلم وتعينه على بناء حياة سليمة،
ومن هذا المنطلق يلاحظ أن التفكير الناقد قد ورد تعلمه والعمل به في الإسلام حيث قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
(الحجرات :6
وقد جاء في تفسير هذه الآية أنها نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وسبب ذلك ما رواه سعيد عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة مصدقاً إلى بني المصطلق فلما أبصروه أقبلو نحوه فهابهم
وفي رواية لإحنة كانت بينه وبينهم، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنهم قد ارتدوا عن الإسلام،
فبعث نبي الله صلى الله عليه عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت ولا يعجل، فانطلق خالد حتى أتاهم ليلاً فبعث عيونه، فلما جاءوا أخبروا خالداً أهم متمسكون بالإسلام، فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره فنزلت الآية، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: التأني من الله والعجلة من الشيطان"
.....ومن خلال عرض هذه القصة يتضح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه الكرام التروي والتريث في إصدار الأحكام وهذه الأمور تعتبر جوهر التفكير الناقد، وقد سار على نهج الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام..